كاميليا شحاتة
الجمعة، 30 يوليو 2010 - 00:08
ميريت إبراهيم
◄◄«نانسى» رفضت تحوّل زوجها لكاهن لعدم قدرتها على «التضحيات الكبيرة».. وصيدلانية وافقت فأصبح منزلها ملجأ لأصحاب الحاجات
وفاء، كاميليا، نانسى، سوسن.. يمثلن نماذج النساء فى حياة كهنة، فهن إما يمثلن ابنة أو أختا أو زوجة.. تحمل كل منهن تفاصيل وقصصا لحياة ظلت بعيدة عن أعين وسائل الإعلام، ولكن تركزت عليهن الأضواء بعد الأحداث التى دفعت بزوجات الكهنة إلى ساحة الرأى العام، ودفعت الكثير للتساؤل حول حياتهن، وشخصياتهن، والجانب «الغامض» الذى لا يعرفه أحد بشأنهن.
السيدة الأشهر على مستوى مصر بأكملها، بين زوجات الكهنة هى وفاء قسطنطين فى مدينة أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، التى أثارت شائعات اختفائها ضجة وجدلا، عام 2004 هدد بحدوث فتنة طائفية، بعد أن اتهم البعض جماعات إسلامية وراء اختطافها وإجبارها على إشهار إسلامها، فى حين قال آخرون إن وفاء رحلت بمحض إرادتها وأشهرت إسلامها، لكن لم تثبت صحة أو نفى تلك الشائعات أو غيرها، وانتهى الأمر بالعثور عليها وتسليمها لأسرتها حيث يقال إنها تمكث فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون الآن بعيداً عن أهلها، دون معرفة كيف بدأت القصة وكيف انتهت.
لكن الأمر فى حالة كاميليا شحاتة زوجة القس تداوس سمعان بالمنيا، لم يتطور إلى الدرجة التى وصلت إليها قضية قسطنطين، ولكنه لم يخل من شرارات لفتنة كادت أن تنطلق، لولا عثور الأمن عليها حيث اكتشفوا أن اختفاءها كان سببه الخلافات العائلية. ربما تختلف قصة (م) الصيدلانية التى فضلت عدم ذكر اسمها - عن قصتى وفاء وكاميليا، أو حتى إنها تمثل النقيض لما أثير حولهما، فزوجها الذى عمل صيدلانيا أيضاً تم اختياره ليصبح كاهنا، وبعد بحث ومشاورات بين الزوجين وافقت (م) على أن تضطلع بمهام «زوجة الكاهن»، حيث انتقلت معه إلى إحدى مدن الوجه البحرى لكى يخدم إحدى الكنائس هناك، وبدأت تعمل هناك كما أدرجت طفلها بإحدى المدارس الموجودة بتلك المدينة، حيث زاد كم الخدمة والأنشطة التى تشارك بها فى الكنيسة، وهى تعلم جيداً منذ البداية ما تتوقعه فى تلك الحياة، حتى انتهى بهم الحال فى كندا بعد ترشيح زوجها للخدمة بإحدى الكنائس الأرثوذكسية هناك، حيث قررت استكمال الدراسات العليا بمجال تخصصها -الصيدلة- بإحدى الجامعات ومازالت حتى الآن تؤدى دورها فى خدمة الكنيسة، دون أن تعلم المحطة القادمة فى حياتها كـ«زوجة كاهن».
وبالرغم من متطلبات الحياة التى تتزايد بمجرد أن تصبح المرأة زوجة لكاهن، فإن معظم زوجات الكهنة اللاتى كن يعملن قبل تولى أزواجهن تلك المهمة، يظللن بأعمالهن، دون التنازل عنها، وذلك فى الوقت الذى دعا فيه المستشار نجيب جبرائيل، إلى إصدار قرار بابوى بعدم السماح لزوجات الكهنة بالخروج لسوق العمل، بعد حادث اختفاء زوجة الكاهن الأخير الذى أدت إلى حدوث أزمة خلال الأيام الماضية. وأضاف جبرائيل فى رسالة أرسلها إلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى هذا الشأن، أن معظم المشاكل تأتى نتيجة عمل زوجات الكنهة، معتبراً أن عمل زوجة الكاهن خارج منزلها، أو الكنيسة يضيع هيبتها كخادمة للكنيسة مع زوجها.
كيف تعيش زوجة الكاهن؟ ما الذى يفترض توقعه منها؟ ربما ترد (سوسن) -ابنة أحد الكهنة- على تلك التساؤلات، حيث تقول إنها لم تر والدتها يوما تضع مساحيق التجميل أو تبالغ فى الملابس التى ترتديها، الأمر الذى جعل الفتاة تتخذ من والدتها نموذجا تتبعه فى حياتها، كما تقول إنها لم تر والدتها يوماً تتذمر بشأن انشغال والدها الكاهن بخدمة الكنيسة ورعاياها، بل كانت تساعده فى أداء الخدمة الكنسية، وتعد قصة «نانسى» أحد تلك النماذج، فهى إحدى السيدات المسيحيات اللاتى رفضن أن يصبح أزواجهن كهنة، حيث عرض كاهن الكنيسة التى ترتادها، على زوجها أن يصبح كاهنا، ولكنها رفضت أن تقوم بهذا الدور وقالت إنها لا تستطيع أن تصبح «زوجة كاهن»، حيث يتطلب الأمر الكثير من التضحيات من جانبها، ومجهودات كبيرة تبذلها، حيث تقوم بخدمة رعايا الكنيسة أيضاً الذين يلجأون للكاهن فى بيته طوال الوقت، وتؤدى دورا كبيرا فى الخدمة الكنسية بكل أنشطتها باعتبارها تمثل نموذجاً ليحتذى به باقى السيدات، حتى إنها فى بعض الأحيان تمثل الملجأ لطالبات المشورة، وأن تعيش حياة زاهدة ملتزمة فيها بالصوم والصلاة.